مقالات أخرى

السعودية.. الدولة ـ المحور

لفهم حالة السعودية، من الضروري فحص ثلاث تصورات:

1. تصور السعودية لنفسها

2. تصور حلفائها لها

3. تصور أعدائها لها

تختلف هذه التصورات وفقاً للزاوية التي ينظر بها كل طرف، مما يؤدي إلى تفاوت بين الواقع والخيال. لفهم الحالة السعودية، يجب النظر إلى سياق نشأتها التاريخية ومصادر قوتها وضعفها.

التاريخ والنشأة

ظهرت الدولة السعودية عبر مشروع توسعي انطلق من نجد، حيث امتدت بالقوة العسكرية إلى مناطق أخرى بين عامي 1902 و1926. وفي عام 1932، تم إعلان قيام المملكة بعد اتفاقيات تحت رعاية بريطانيا العظمى، التي وضعت حداً لمشروع الجهاد الوهابي.

وعلى الرغم من أن الجغرافيا السياسية للدولة حُسمت رسمياً، إلا أن نزعة التوسع تعوضت بالنفوذ السياسي، الذي غالباً ما يستخدم النفوذ المذهبي الوهابي.

خلال العقود الماضية، كانت السعودية شريكاً فاعلاً في الأحداث الكبرى في الشرق الأوسط، مثل الحرب الأهلية اليمنية والحرب العراقية الإيرانية، مما يعكس محورية دورها.

المحورية والنزاعات

لم تتصرف السعودية أبداً كدولة تقليدية، بل كانت محركًا لمحور إقليمي. وقد اتخذ صراع المحاور أشكالًا مختلفة، منها الديني والقومي أو المذهبي. كانت السعودية تضفي صبغة خاصة على هذه الصراعات، حيث اعتبرت صراعها مع عبد الناصر صراعاً بين الإسلام والكفر.

العوامل الداخلية

1. النفط: يعد النفط أداة فاعلة للننفوذ السياسي. على الرغم من التحولات العالمية نحو الطاقة البديلة، لا تزال السعودية تحتفظ بمكانتها كأكبر مصدر للنفط، مما يعزز نفوذها السياسي.

2. رعاية الحرمين الشريفين: توفر الرمزية الروحية للحرمين الشريفين دوراً مهماً في تعزيز مكانة العائلة المالكة، مما يؤثر على الرأي العام الإسلامي.

العوامل الخارجية

1. الشراكة مع الولايات المتحدة وأوروبا: تدرك السعودية أنها بحاجة إلى دعم دولي، وخصوصًا من الولايات المتحدة، لتحقيق توازن إقليمي.

2. المساعدات الخارجية: تعد المساعدات الخارجية أداة مركزية في السياسة السعودية. فقد زادت هذه المساعدات بشكل ملحوظ منذ الطفرة النفطية في السبعينيات، حيث قدمت المملكة مساعدات ضخمة للعديد من الدول، خاصة مصر والأردن.

دور حلفاء الرياض

لطالما كانت السعودية شريكاً رئيسياً في المحور الأميركي الغربي خلال الحرب الباردة، وقد ساهمت في دعم العديد من المشاريع السياسية في المنطقة. على سبيل المثال، كانت المملكة جزءاً من الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقرار الأنظمة السياسية في الدول العربية، حيث كانت تسعى إلى تقليل تأثير القوى القومية.

الخاتمة

بصورة عامة، تواصل السعودية رؤية نفسها كدولة محورية تسعى لحماية أمنها القومي والاستراتيجي من خلال التأثير في الدول الأخرى. تعكس هذه التصورات مدى تعقيد الوضع السعودي في السياق الإقليمي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى