الصين والسعودية, الخطوط الحمراء والخضراء
لو وضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام خيارات حرة في العلاقة مع الصين فسوف يختار تعزيز العلاقة والذهاب إلى مديات بعيدة فيها، لأسباب عديدة وفي مقدمها أن شروط العلاقة غير مكلفة مع فوائد عالية. الطبيعة الشمولية للنظام السياسي في الدولتين وتاليًا غياب الشفافية والمحاسبة، والسريّة العالية التي تحيط بالإتفاقات والعقود التجارية، وندرة الإلتزامات المترتبة على الصفقات تجعل بكين محطة مغرية بالنسبة إلى شيوخ الخليج، على الرغم من الحماية الغربية الثابتة التي لا غنى عنها من أجل الحفاظ على وحدة السلطة.
في 9 يوليو 2024 استقبل نائب رئيس مجلس الدولة وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خه لي فنغ في بكين ياسر الروميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ورئيس مجلس إدارة (أرامكو)، والمسؤول عن شؤون التعاون الاقتصادي للسعودية مع الصين. وقال فنغ: “يتعين على الصين والسعودية تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه قائدا البلدين وتعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية للبلدين”. وفي هذا التصريح إشارة إلى أن ما تمّ التوافق عليه بين قيادتي الصين والسعودية لم يترجم على الأرض وأن المسؤول الصيني يطالب بتنفيذه.
الروميان، أحد كبار مساعدي محمد بن سلمان، جاء الى بكين على رأس وفد كبير ليفاوض قادة الصين على خطط استثمارية واسعة. جاء بصفته محافظ صندوق الثروة السيادية البالغة قيمته 925 مليار دولار، والذي يحظى بنفوذ كبير في عالم المال والاعمال والاستثمار. الاتجاه شرقًا بالنسبة إلى السعودية خيارًا مناسبًا ولكنه بمنزلة مغامرة، وإن الخصائص التفضيلية التي يتمتع به الجانب السعودي من أجل جذب المستثمر الصيني تواجه صعوبات معقدة من جانب الأخ الأكبر …. للاستمرار اضغط على ملف الــpdf