السيوف المغلولة 3 – الامارات والسعودية…حليفان لدودان
نقلت وثائق ويكيليس برقية للسفارة الأميركية في أبو ظبي بتاريخ 21 يوليو سنة 2006 وجهة نظر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد (الرئيس الحالي للإمارات) حول السعودية، يقول فيها “لقد خاضت الإمارات 57 معركة ضد السعودية خلال الـمائتي وخمسين سنة”، وخلص: “السعوديون ليسوا أصدقائي الأعزاء، ولكن نحن بحاجة للتفاهم معهم”.
يلعب العاملان الجغرافي والتاريخي دورًا توجيهيًا في إدارة دفة العلاقات السعودية الإماراتية. وخلف مظاهر الود التي تطفو على سطح العلاقات الثنائية، ولا سيما في مرحلة ما بعد الربيع العربي، هناك فائض من التوتر بين الرياض وأبو ظبي. فمهما حاول الطرفان إخفاء الخلاف عبر أشكال شتى من المجاملة السياسية والاجتماعية المندمجة في تقاليد الأسر الحاكمة والأعراف القبلية، فإن التناقض السياسي بينهما يخرج للعلن بين فترة وأخرى.
خلافات تاريخية
سيرة الخلافات السعودية الإماراتية ليست من النوع الذي ينتمي إلى الماضي، بل هي قريبة العهد بحداثة تاريخ نشأة الدولتين، فهي ذاكرة يمكن الرجوع إليها لتوجيه الحاضر. إن استدعاء المسؤولين الإماراتيين لمفاصل مؤلمة من تاريخ العلاقة مع السعودية ينبىء عن حضورها الكثيف في الوعي الجمعي لدى حكّام ابو ظبي، وبما كان وما ينبغي أن تكون عليه تلك العلاقة المؤسسة على خصومة بيوتات حاكمة. فالمشاحنات الحاصلة بين العوائل الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي، ليست معزولة، وإن انعدام الثقة فيما بينها، لا ينعكس في مجرد خلافات حدودية لا تزال عالقة وحاكمة على علاقات دول مجلس التعاون، وإنما هي …. للاستمرار اضغط على الــpdf