مفاعيل الثورة المضادة: السعودية والربيع العربي
وحدة البحوث ـ مركز طوى للدراسات السعودية
مع تسارع الأحداث في العالم العربي على نحو غير مسبوق، ظهر إلى العلن مصطلح الثورة المضادة الذي وُلد بعد الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.
وبدا واضحًا أن التحوّلات الاجتماعية والرأسمالية والصناعية في أوروبا، ساهمت بصورة مباشرة في تغذية حركة الثورة المضادة، التي وجدت طريقها الى بقية قارات العالم، حتى باتت عدوى تلك الثورة قدرًا لا مفرّ منه في كل الثورات الشعبية التي شهدتها أوروبا، بلحاظ ما تستهدفه من تحوّل شامل للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أي قلب البنى الفوقية واستبدالها بأخرى.
في الوطن العربي، اتخذت الثورة المضادة أشكالاً عدّيدة، ربما كان أقصاها وأكثرها تظهيرًا الصدام المسلّح في ليبيا وسوريا، ولكن هناك أشكال لا تقل خطورة ومأساوية، من بينها اختطاف الأجندة الثورية وتبني أهداف ليست مدرجة في قائمة أهداف الثورة، كالقول إن خطّة الثوار تهدف إلى تقسيم البلاد إلى إمارات صغيرة، أو إقامة دولة دينية، أو حتى تصفية وجود جماعة أخرى، وهذه التهمة نجد مصداقها في العراق وسوريا وليبيا، واليمن، والبحرين.
لا ريب أن الهدف الأساس من الثورة المضادة يكمن في إيصال الحركات الثورية في الشرق الأوسط إلى مرحلة اليأس وعقم العائد، وتاليًا جعل كل تحرّك ثوري فعلاً مشبوهًا، بزعم أنّه يؤول الى الفوضى وسفك الدماء. وكان جّل سعي أولئك الذين يديرون الثورة المضادة في الخفاء مصوّب على استخدام أدوات معروفة وفي مقدمها الحرب الأهلية والتقسيم، والطائفية، بهدف خلط الأوراق وتقويض المنطلقات السامية التي أوقدت شرارة الثورة، حيث تنفصل المعاني عن الألفاظ، فتصبح الثورة تمرّداً، والحرية فوضى، والوحدة طائفية. وفي خضم هذا المشهد، برز دور النظام السعودي في مرحلة مبكرة من انطلاقة الثورات العربية، وشاركت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً بدور فاعل في …. للاستمرار اضغط على الــpdf
- حجاب رؤية 2030 – جناية الشركات الاستشارية في السعودية
- ثروة إبن سلمان: مركزية السلطة ونيوليبرالية رأسمالية عقيمة
- السيوف المغلولة الحلقة الرابعة: السعودية والبحرين..تحالف لا يشبه غيره
- السيوف المغلولة الحلقة الخامسة: العلاقات السعودية العمانية.. سطوة الذاكرة وحرمة الاستقلال
- السيوف المغلولة 3 – الامارات والسعودية…حليفان لدودان