السيوف المغلولة: الشقيقة الكبرى وأخواتها
1 ـ قطر والسعودية…ضرب تحت الحزام
نجحت الإمبراطورية العثمانية في أواخر القرن السادس عشر الميلادي في ضم منطقة الإحساء شرقي الجزيرة العربية، إلا أن قبضتها لم تكن محكمة، الأمر الذي سمح لقبيلة بني خالد بالسيطرة على الأحساء بعد نحو ثمانية عقود من الحكم العثماني.
مدّ بنو خالد سلطانهم ليشمل أغلب المناطق الواقعة على الضفة الغربية من الخليج. ولكنّهم اضطروا للإعتراف بالسيادة العثمانية طلبًا لإضفاء مشروعية على حكمهم لهذه المناطق. وقد كان بنو خالد الحكّام الفعليين في المنطقة الواقعة من الكويت إلى قطر، ودامت هذه المعادلة حتى أواخر القرن الثامن عشر، عندما قامت الدولة السعودية الأولى إثر التحالف بين الأمير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، بإرسال قوات إلى الإحساء للقضاء على بني خالد وإنهاء حكمهم في المنطقة، مستفيدًا من الصراع الداخلي في قبيلة بني خالد، وكذلك انغماس الدولة العمثانية في مواجهة التهديدات من أوروبا والبلقان..
لم يحكم بنو خالد قطر بصورة مباشرة، بل أوكلوا الأمر إلى أسرة آل مسلم، ولكن بعد قيام الدولة السعودية الأولى وتمدّدها نحو المناطق الشرقية من الجزيرة العربية، ولاسيما الأحساء، عُيِّن ابراهيم بن عفيصان واليًا على الاحساء سنة 1795، ومن هناك بدأ التوسع السعودي نحو بقية المناطق المطلّة على الخليج.
وفي عام 1798 شنّ إبن عفيصان هجومًا على منطقة الزبارة على الشاطىء الشمالي الشرقي لقطر، وطلب من جنوده تطويقها وعزله عن اليابسة وفرض حصارًا تمهيدًا للإستيلاء عليها، ولكن الحصار فشل، فاضطر إلى تغيير الخطة العسكرية وبدأ بمهاجمة قلعة الزبارة فوقعت خسائر كبيرة في الأرواح، لينتهي إلى الاستيلاء الكامل على شبه جزيرة قطر، وبذلك امتدت سلطة الدولة السعودية الأولى إلى شرقي الجزيرة العربية. وفيما قاوم السكّان في الإمارات الخليجية الأخري مشروع الوهبنة، فإن إمارة قطر اعتنقت المذهب الوهابي. وبخلاف القبائل الحاكمة في الخليج، فإن قبيلة تميم التي تنتمي اليها الأسرة الحاكمة في قطر، هي ذات القبيلة التي يتحدّر منها …. للاستمرار اضغط على الــpdf