دراسات استراتيجية

ماذا لو انتهى عصر النفط؟

ملخص الدراسة:

لا يتطلب الأمر أن تجف آخر قطرة من النفط حتى نشعر بخطر على اقتصادات الدول النفطية. الأخطر هو وجود كميات هائلة من النفط في عصر لم يعد له دور فعال في سوق الطاقة. تزداد الأسئلة حول جدوى النفط الاقتصادية والبيئية، يعرض الخبراء تقديرات تتراوح بين 50 إلى 390 سنة لنضوب النفط، ولكن هناك توجه متزايد نحو الطاقة النظيفة، مما يدفع الدول النفطية إلى التفكير في تنويع مصادر دخلها.

خبراء النفط والجيولوجيا يتفقون على أن النفط مادة ناضبة. رغم تقديرات مختلفة لعمر احتياطات النفط في الدول مثل فنزويلا والسعودية، تبقى قضايا الإنتاج والطلب والتغيرات الاقتصادية هي المحور. حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن إمكانية العيش بدون نفط يظل مجرد فكرة نظرية، بينما تُظهر الحقائق أن النفط يمثل 45% من عائدات الموازنة.

التقلبات في أسعار النفط تعكس الاعتماد الكبير على هذه السلعة. فعلى سبيل المثال، تحتاج ميزانية السعودية لعام 2024 إلى سعر نفط يتجاوز 90 دولارًا للبرميل. كما شهدت صادرات السعودية انخفاضًا مستمرًا في السنوات الأخيرة، مما يعكس تراجع الطلب العالمي.

تتجه الدول نحو تطوير بدائل للطاقة بسبب المخاوف البيئية والاقتصادية. يوضح تقرير البنك الدولي أن الاعتماد العالمي على النفط تراجع بشكل كبير منذ السبعينيات، مع انخفاض كثافة النفط في الناتج المحلي. وظهرت مصادر جديدة للإنتاج، مما قلل من هيمنة الدول المنتجة التقليدية.

تاريخيًا، أسست دول مثل الولايات المتحدة احتياطيات استراتيجية للنفط لمواجهة الأزمات. ومع تزايد الاستثمارات في الطاقة المتجددة، يبرز التحول نحو تنويع مصادر الطاقة وخلق استقرار أكبر في السوق.

تشهد صناعة السيارات تحوّلاً ملحوظًا مع تزايد استخدام السيارات الكهربائية، مما يقلل الاعتماد على النفط. يتوقع أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية إلى 17 مليون سيارة في 2024، مما يشير إلى تحول عالمي نحو بدائل النفط.

لا تزال الدول المنتجة للنفط تعتمد على هذه السلعة رغم المخاطر المرتبطة بها. فإن غياب التحول الجدي نحو بدائل للطاقة قد يعرض اقتصاداتها لتهديدات وجودية. السعودية، مثلاً، تسعى لتفعيل رؤية 2030 لتنويع اقتصادها.

مع التوجه المتزايد نحو الطاقة النظيفة، تبرز حاجة ملحة للدول المنتجة للنفط لإعادة التفكير في استراتيجياتها. يجب أن تكون الاستثمارات في الطاقة البديلة جزءًا من الخطط المستقبلية لتجنب الأزمات المحتملة نتيجة الاعتماد على النفط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى