السيوف المغلولة 2 : الكويت والسعودية…حلف الشك
وحدة البحوث ـ مركز طوى للدراسات السعودية
جاء في فتوى للشيخ حسن بن حسين، حفيد مؤسس المذهب الوهابي محمد بن عبد الوهاب: “وقد ظهرت شعائر الشرك في الكويت والزبير ظهورًا جليًا..”. ويضيف (وتحقّق لدينا أن أهل الزبير والكويت يذبحون الذبائح للجن، ولا ينكره منهم منكر).
ويقول عن أهل الكويت والزبير “ويعرف من حالهم عدم تكفير السلطان وجنود من الروم العثمانية واعتقادهم أنّهم إسلام وهذا بهم كفر”. وقال عن أهل الكويت: “إنهم انتقلوا من بلاد المسلمين إلى بلاد المشركين، وهذه النقلة ردّة عن الإسلام بمجردها”.
ويروي المؤرخون لسيرة الكويت وعلاقتها بالشقيقة الكبرى أن أهل الكويت وحكّامها لم يكونوا على وفاق مع الحركة الوهابية، التي كفّرتهم وأحلّت غزوهم واحتلال أراضيهم ونهب بيوتهم ومصادرة أملاكهم.. وكانت مجالس أهل الحكم في الكويت حافلة بألوان التهكم والنقد ضد الوهابيين ونعتهم بالجهل والتعصّب. وكان الوهابيون يرون في الكويت بلاد شرك وردّة، وعليهم الإنابة الى الله وإلا أصبحوا طعمًا لسيوفهم بذريعة الكفر.
في عام 1787 قام عبد العزيز بن محمد بن سعود بتأسيس بيت إمارة، وإيجاد نظام حكم يقوم على مبدأ التوريث، أو ما يُسمى بولاية العهد فنصّب إبنه سعودًا خليفة له مدعومًا من مؤسس المذهب الوهابي محمد بن عبد الوهاب، وأرسى معه مشروع الفتح القائم على تكفير دول الجوار وشرعنة احتلالها. وفي السنة التالية أغار الوهابيون على الكويت واحتلوها ثم واصلوا زحفهم نحو الشمال فحاصروا بغداد، وكانوا يريدون الإستيلاء على كربلاء، وعلى قبر الحسين بن علي، حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله لهدمه ومنع زيارته في سياق مشروع فرض المذهب الوهابي على السكّان في المناطق المحتلة.. ويورد ابن بشر في الجزء الأول من كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) أحداث سنة 1212 للهجرة (الموافق سنة 1797): “وفيها غزا منّاع أبا رجلين الزغبي بجيش من أهل الإحساء بأمر عبد العزيز وقصد بلد الكويت فعبّى لهم كمينًا وأغار على سوارحهم فأخذها فخرج عليهم أهل البلد فناشبوهم القتال ثم خرج عليهم الكمين فانهزم أهل البلد وقتل منهم نحو عشرين رجلًا”. فاستولت قوات عبد العزيز على ……. للاستمرار اضغط على ملف الــpdf